
1992م
وُلدتْ طفلة هادئة، هادئة إلى الحدّ الذي لا يجعلها تبكي من أجل الحليب، ولا تستيقظ من نومها لأجل ذلك!
تحدَّثتْ الطفلة مبكّرًا وبفصاحة كما تُخبر والدتها، وتقول: “لم تتلعثم تلعثُم الصغار طويلًا”، ومع ذلك ظلّت هادئة.
حفظت بعض المتون قُبيل دفعها إلى ساحة العلم قبل أن تُكمل الخامسة من عمرها.
ما زالت هادئة.
2004م
أنشأتْ مجلة فصليَّة مدرسيَّة صدرتْ مرّتان قبل أن تُودّع المدرسة الابتدائيَّة.
بدأت تُصبح أكثر جرأة، إلا أنّها ظلّت هادئة.
2005- 2008م
ركبت موجة المنتديات والماسنجر وقوائم البريد الإلكتروني، فكتبت عدَّة موضوعات، وصمَّمت مجموعة توبيكات لمستخدميْ الماسنجر (وهي الجملة التي كانت تُكتب محلّ اسم المستخدم أو أسفله). بل وكتبت عدة موضوعات ردًّا وتصحيحًا على موضوعات خاطئة علميًا أو دينيًا ونشرتها عبر قائمة البريد الإلكتروني لديها!
تتحمّس، يُعجبها تفاعل الآخرين معها، لكنها كانت دائمًا ما تصطدم بحقيقة “لا وجود للكمال والمثاليّة”، فتترك ما بدأت، وتنتقل لمجال آخر؛ علّها تصل إلى الكمال المنشود!
ظلَّتْ هادئة، إلا أنَّ حربًا عقليَّة فكريَّة بدأت شرارتها……..
2009- 2019م
تُخالف، وتعترض، وتُناقش. تبحث عن إجابات الأسئلة الكبرى، وتصطدم بحقيقة الحياة. لا إجابات واضحة. لن تصل لما تريد من خلال الآخرين. ولا حتى والديك. الحياة حياتك، والأسئلة أسئلتك، والعقل عقلك، ولا أحد يعرف ما يدور في خُلْدك، لا أحد.
ظلَّتْ هادئة، واستمرت حربُ داحس والغبراء داخلها…..
2020م
لم تكن سنة هادئة على الإطلاق! بدأت بالنسبة لها بنقض أحد أهم القيود المفروضة منذ الأزل. وفُجع العالم بأحداث لا تُنسى!
وها هي ذي…. أو وها أنا ذا في مُنتصف هذه السنة المجنونة أقرّرُ أن أدوّن، أن أنثر شيئًا مما يضجُّ به عقلي هُنا، أن أشارك، وأبحث، وأتعلّم، وأبتعد عن مجال تخصُّصي العلمي الدقيق قليلًا….. ، وأتنفّس بعمق……………
“الالتزام” بتدوينة أسبوعية هو شعاري، والتحدي الذي أضعه لنفسي هُنا، فقليلٌ دائم خيرٌ من كثير منقطع. أمَّا عن المثالية والكمال الذي كنتُ أرجوه، فقد تعلّمتُ الدرس.
خالصُ الحُبّ،